” مقالات

وإن كان ذلك الوضع مع إيران التي بدأت تستشعر أنها مقبلة على تسونامي مُدمّر، سيأتي خاطفاً بعد زلزال في الداخل عبر إشعال تظاهرات داخلية حاشدة على غرار ما حدث في طهران 2009 وببداية العام الجاري، وعلى غرار ما يحدث في لبنان والسودان الآن، فالوضع مع حليفها المؤقت أو حليف الضرورة تركيا مختلف تماماً.

الكيان الصهيوني متضرّر من انسحاب الولايات المتحدة الأميركية عسكرياً من سوريا لأنه كان يعوّل علي هذا التواجد من أجل تحقيق أمرين الأمر الأول هو تقسيم سوريا عبر إقامة دويلة كردية في الشرق السوري، والأمر الثاني منع التواصل البري الجغرافي بين دول محور المقاومة سوريا و إيران والعراق و لبنان.

لا يختلف إثنان على أن الحسابات السياسية في النزاعات المُسلّحة تختلف عن غيرها في بقيّة النزاعات، ففي النزاعات المُسلّحة تأتي القوّة العسكرية والمساحة المُسيطَر عليها وقوّة الحلفاء ومصداقيتهم في مقدّم تلك الحسابات

وعليه فإنّ خطر هذه الجبهة القديم الذي أصبح مستثنياً بفضل "الثورة" عاد اليوم استراتيجياً بفضل الصمود السوري، لذلك فهو يحتاج إلى عملية احتواء وتسكين، وبما أنّ "إسرائيل" لا تستطيع الانتصار في حربٍ شاملة على أيّ جبهة، فإنها تفضل التسلل عبر وكلاء يصنفون أنفسهم بالاعتدال..

وحين نتحدّثُ عن اليمن بحاضره ومستقبله، بأحداثه وأزماته، لابدّ من تسليط الضوء على حجم المأساة التي تضرب به من كل جانب ، ونضعُ رؤية المجتمع الدولي الذي ينظر إلى اليمن بعين التجاهل والنسيان .. 

أعلنت الولايات المتحدة الأميركية ليلة عن انسحاب قواتها من سوريا وبالتحديد من شرق سوريا  ومثل هذا الإعلان صدمة للكثيرين نظراً لتعارضه مع السياسة الأميركية التوسّعية في العالم أجمع، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لماذا أعلنت أميركا انسحابها من شرق سوريا بشكل مفاجىء؟