بعد فيلميه المتوجين بباريس تباعا ، "ندف الندم" سنة 2016 و "وداعا دوالي جدي" سنة 2018، يعرج المخرج المغربي عبد الله بنحسو ليصل بطموحه إلى العراق من خلال فيلمه الوثائقي الجديد "Zaynal"، فيلم دخل من خلاله مخيمات النازحين الفارين من أهوال آلة الموت التي نشرتها الهجمات الإرهاببية لداعش في مدن شمال و غربي العراق.
يبرز الفيلم الانخراط الكبير لأديبة الطفل والناشطة العراقية، القاصة و الحكواتية الملتزمة الاستاذة فائدة حنون مجيد، بصفتها أديبة الطفل و قريبة من وجدانه و أحاسيسه.
لقد استطاعت الأستاذة فائدة حنون مجيد أن تقدم أنموذج الأديب النادر للأسف في أوطاننا ومثالا للمرأة العربية المسلمة التي تزرع الامل في قلوب أطفال يحملون جروحا نفسية، تركتها الحرب و الارهاب بأعماقهم، و تعمل كل ما بوسعها لأن تندمل، و ذلك من داخل ثوابتها وهويتها لا في إطار أجندة جمعيات غربية ظاهرها العطف و الاهتمام وباطنها سموم منفوثة للقضاء على تماسك نسيج المجتمع واغتيال ما تبقى من القيم .
إن فيلم Zaynal يصور بشكل مؤثر كيف ندرت الأديبة و الناشطة فائدة حنون مجيد من وقتها لتتفقد مخيمات إيواء النازحين و الجلوس بين الأطفال لمواساتهم من خلال نقلهم على أجنحة الحكي لقصصها الرائعة الأخاذة من أهوال الموت إلى براري البسمة واللعب والحبور والحياة.
في تصريح له، أشار المخرج عبد الله بنحسو إلى ان، الفيلم جاء استعدادا لمنافسات جائزة مهرجان المختار السينمائي بباريس، في نسخته المقبلة، مستهل السنة القادمة يناير 2020.
وأضاف المخرج: " أنه يتوق للتويج لعدة عوامل أهمها منح إدارة التصوير للإعلامي العراقي الموهوب الأستاذ ليث فارس والذي أبان عن انخراط دؤوب و قدرات كبيرة و استجابة فنية راقية في مخيم أبو غريب غربي بغداد.
واعتباراً لما سبق، فإن فيلم Zaynal يعكس إلى حد كبير دور المجتمع المدني العراقي من خلال شباب تملأ الحياة قلوبهم و تسكن الإيجابية عروقهم، شباب ندروا أوقاتهم لتلوين آثار الموت بضحكات تعزف بأرجاء المخيمات سيمفونية الأمل و ألحان الحياة .
تعليقات
تعليق جديد