جريًا على العادة الإسرائيليّة، التي باتت سياسة رسميّة، رفضت (إسرائيل) الرسميّة التعقيب، لا من قريب ولا من بعيد على ما أسمته وسائل الإعلام العبريّة القائد العاّم لهيئة أركان حزب الله اللبنانيّ، الشهيد مصطفى بدر الدين. وقالت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيليّ صباح اليوم إنّ الشهيد، كان الوريث للشهيد عماد مغنية، الذي قُتل في العاصمة السوريّة دمشق، في شباط (فبراير) من العام 2008.

ولاحظت وسائل الإعلام الإسرائيليّة، التي لم تتمكّن من إخفاء فرحتها، أنّ حزب الله في بيانه الرسميّ، لم يتهّم الدولة العبريّة بالمسؤولية عن عملية الاغتيال، ومع ذلك، فقد تصدّر نبأ مقتله العناوين الرئيسيّة في الصحف العبريّة ووسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة.

في السياق عينه، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، في عدد الصحيفة الصادر اليوم الجمعة، إنّ الدلائل والمؤشّرات تؤكّد على أنّ (إسرائيل) ليست مسؤولة عن عملية اغتيال الشهيد بدر الدين، ولكن كان لافتًا أنّ المُحلل لم يُفصح عن الدلائل، وربمّا بناءً على أوامر من قبل الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة، علمًا بأنّ المسؤولين الرسميين الإسرائيليين، من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، لم ينبسوا ببنت شفة تعقيبًا على عملية الاغتيال. مع ذلك، أجرت إذاعة الجيش الإسرائيليّ صباح اليوم الجمعة لقاءً مع رئيس مجلس الأمن القوميّ الإسرائيليّ السابق، الجنرال في الاحتياط يعقوب عميدرور، الذي أكّد في معرض ردّه على مقتل القيادي العسكريّ في حزب الله، مصطفى بدر الدين، إنّه بشرى إيجابية (لإسرائيل)، على حدّ تعبيره.

وتابع عميدرور، الذي التقى الأسبوع الماضي في واشنطن مع الأمير السعوديّ تركي الفيصل، تابع قائلاً للإذاعة إنّ اغتيال بدر الدين جيّد بالنسبة للدولة العبريّة. وزعم الجنرال في الاحتياط أنّ (إسرائيل) ليست مسؤولة عن الاغتيالات دائمًا. ونحن لا نعرف ما إذا كانت (إسرائيل) مسؤولة عن ذلك، على حدّ تعبيره. وتابع الجنرال قائلاً إنّ من يُحارب في سورية اليوم، يوجد له كارهون كثر في سورية من دون (دولة إسرائيل). لكنّ عميدرور شدّدّ في سياق حديثه على أنّه كلمّا اختفى الأشخاص ذوي الخبرات، الذين جمعوا خبرات كثيرة، من قائمة المطلوبين، فإنّ الوضع يكون أفضل.

وختم قائلاً: اسألوا لماذا لم يقُم حزب الله بالانتقام لموت عماد مغنيّة؟ وردّ بالقول لأنّه لا يوجد لديه عماد مغنية، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ الحزب يفتقر إلى شخصياتٍ قياديّةٍ عسكريّةٍ بحجم مغنية. علاوة على ذلك، شدّدّت وسائل الإعلام العبريّة على أنّه في التقارير الأولى التي نُشرت بعد إعلان نبأ مقتل القياديّ العسكريّ الكبير بدر الدين، قامت وسائل الإعلام المُقرّبة من حزب الله بتوجيه أصابع الاتهام (لإسرائيل)، ولكن في التقارير الجديدة، أضافت وسائل الإعلام العبريّة، اختفى الاتهام (لإسرائيل) بالمسؤولية عن اغتيال الشهيد بدر الدين.

من ناحيته، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET) التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، قال إنّ هذه المرّة عملية الاغتيال ليست إسرائيليّة. وتابع قائلاً إنّ (لإسرائيل) حسابًا طويلاً مع بدر الدين، ويشمل العمليات في كلٍّ من الأرجنتين وجزيرة بورغاس ببلغاريا، ولكن من الناحية الأخرى، فلبدر الدين،توجد قائمة طويلة جدًا من الأعداء الأشدّاء بشكلٍ خاصٍّ، وخلُص إلى القول إنّه، على ما يبدو، لا توجد (لإسرائيل) يد في عملية الاغتيال، التي وقعت بالقرب من مطار دمشق الدوليّ، ذلك لأنّ بدر الدين شكلّ تهديدًا كبيرًا أكثر على معارضي ومناهضي حزب الله اللبنانيّ، على حدّ تعبير المُحلل بن يشاي.

 

 

المصدر "رأي اليوم"