الشاب محمد مروان سلامة من مدينة غزة كان على بعد خطوات من لم شمله مع خطيبته في دولة السويد، ليبدأ كغيره من الشباب في العالم، ببناء أسرة سعيدة وجميلة، وتحقيق طموحاته وأحلامه.

إلا إن هذه الخطوات إصدمت بقوة في جدار الظلم القائم على أرضه الفلسطينية إلا وهو الاحتلال ، الذي طالما كان الصخرة التي تتحطم عليه طموحات وأحلام الشعب الفلسطيني عامة، والشباب منه خاصة.

إنطلق الشاب سلامة في صبيحة يوم الخميس الموافق 8/6/2017 م، الى حاجز “إيرز” بيت حانون شمال قطاع غزة الفاصل بين الاراضي المحتلة والقطاع، من أجل الذهاب الى تلبية دعوة وجهت له من السفارة السويدية في القدس المحتلة لاجراء مقابلة من أجل إتمام خطوات لم الشمل مع خطيبته التي تقدمت بها من الدولة التي تسكن بها السويد، الحلم الذي لطالما انتظره بلهفة لموعد تحقيقه من أجل بناء حياة كريمة ولقاء المحبة الأسري.

لكن سرعان ما تحول هذا الحلم الذي كان يراوده صباح مساء الى كابوساً مظلماً لم يتوقعه محمد، حيث قام جيش الاحتلال باحتجازه واقتاده الى جهات التحقيق، في مدينة المجدل المحتلة، ومن ثم الى زنازين الاعتقال التابعة الى الاحتلال داخل الاراضي المحتلة عام 1948 .

تقول عائلة الشاب سلامة ذو الـسادس والعشرون ربيعاً: إن إبنها كان ينتظر تحقيق حلمه في يوم زفافه الذي كان من المقرر في تاريخ 10/7/2017م، على أحر من الجمر، يقضى اليوم يومه الرابع والعشرون في زنازين الاحتلال، دون أي ذنب يذكر، حيث يعيش أياماً صعبة بل الأسوأ في حياته، حيث مازال الاحتلال يستمر في تمديد اعتقاله في كل مرة ، الى ان يتم إصدار قرار من بما تسمى بالمحكمة العليا التابعة للاحتلال.

وناشدت عائلة الشاب سلامة الجهات الحقوقية والإنسانية المحلية والمنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان والأمم المتحدة، وكافة المعنيين، بالتحرك العاجل من أجل الإفراج عن ابنها المعتقل في سجون الاحتلال دون اي سبب.

ويعتبر حاجز "ايرز" بيت حانون شمال قطاع غزة، الحاجز الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالأراضي المحتلة عام 1948، ويعتبر مصيدة عسكرية للاحتلال، حيث سجل عشرات حالات الاعتقال للفلسطينيين حين مغادرته القطاع باتجاه الأراضي المحتلة وتشمل "القدس المحتلة او الضفة المحتلة" أو إلى الأردن، سواء كان بغرض العلاج أو التعليم أو التجارة.

ويعاني سكان قطاع غزة من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة، وارتفاع معدلات البطالة والفقر، بسبب الحصار المطبق البري والبحري والجوي من الاحتلال، وإغلاق معبر رفح المنفذ الوحيد الذي يربط قطاع غزة مع العالم عبر جمهورية مصر العربية، منذ 11 عاماً على التوالي.

تقرير: سامر الزعانين