تتكشف المقالات والأخبار الإسرائيلية تباعاً عن حجم القوة العسكرية البحرية للمقاومة الفلسطينية على صفحات الصحف الإسرائيلية في مقالات رأي من كُتاب عسكريين وأمنيين، وتقارير إخبارية تُحذر من امتلاك حزب الله – مثلا- لدفعات جديدة من صواريخ (ياخونت) المضادة للسفن، وتصف المقالات السلاح البحري للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان بـ"المتفوق" في مواجهة (إسرائيل).
هذه الفوبيا من السلاح البحري المقاوم والتي تفرد لها الصحف الإسرائيلية مساحات على صفحاتها لها مدلولاتها العسكرية وفقَ المحلل العسكري مأمون أبو عامر.
في الحسابات العسكرية يعتبر البحر نقطة ضعف إن لم يمتلك الطرف المدافع سلاحا للصد، لذا فإن ما تملكه المقاومة الفلسطينية في غزة من أسلحة صد او دفاع بحرية على الحدود البحرية التي تمتد إلى 50 كيلو متر على طول شواطئ القطاع يثير قلق الاحتلال.
يقول أبو عامر لـ"نبأ برس" إن الصواريخ البحرية التي تمتلكها المقاومة يمكن أن تضعف هيبة الأسطول الإسرائيلي.
وأضاف أبو عامر: "في حالات الحرب تفرض إسرائيل حصارا بحريا على المناطق المستهدفة، غزة كانت أو لبنان، وتضرب أهداف المقاومة أو الدولة، وفي حالة لبنان فإن مطارها قريب من البحر علاوة على الموانئ والمنتجعات البحرية والفنادق التي تمثل ركيزة اقتصادية للدولة اللبنانية، لذا فإن إسرائيل تعمل على أن تكون هيمنتها البحرية كاملة وحزب الله يدرك ذلك، لذا فإن استعداداته معقولة في ميزان القوة".
في حرب تموز 2006 استخدمَ حزب الله صاروخ كروز "قادر" في ضرب البارجة الإسرائيلية "ساعر 5" في عرض البحر وبثت على الهواء مباشرة، الأمر الذي شكلَ ضربة قوية للاحتلال الذي باتَ يخشى فعلا على ترسانته العسكرية من الاهتزاز أمام ضربات المقاومة اللبنانية.
وقال المحلل العسكري: "إسرائيل تمتلك مخزون كبير من الغاز في البحر، ويمكن اعتبار هذا نقطة ضعف أيضا في ميزان القوة، إذ تخشى من تعرضه لأي هجمات في المواجهات، لذا يستوجب عليها حماية منشآتها المهمة جدا للصالح الإسرائيلي".
وأضاف: "إسرائيل تعتبر أن أي سلاح يستخدم ضدها هو تهديد لأمنها العام حتى لو كان سلاحا أبيضا، فما بالنا بالصواريخ التي تجعل من الحصار البحري أمرا صعبا، وتضعف الهيبة الإسرائيلية التي تضطر للتراجع وإبعاد سفنها عن الشواطئ إن تعرضت لهجوم منتظم".
فيما يشير الخبير الأمني إبراهيم حبيب إلى الضعف الاستراتيجي للقوة البحرية الإسرائيلية في مواجهة سلاح البحر المقاوم، قائلا :" تعاني البحرية الإسرائيلية رغم قوتها التي تبلغ مليارات الدولار من ضعف استراتيجي يشمل ترتيب القوة واستغلال القطع البحرية التي تمتلكها، وتمكنت المقاومة من التقاط واستثمار نقاط الضعف هذه وبنت عليها بحيث استهدفت السلاح البحري الإسرائيلي بعمليات نوعية كان لها أثر بارز على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وعلى القوة البحرية".
ولفتَ حبيب في سياق حديثه مع "نبأ برس" إلى أن المقاومة الفلسطينية وحزب الله يدركان تماما ما لديهما من قوة، و(إسرائيل) تدرك بالمقابل ما للمقاومة من قوة، لذا فإنها لا تحتاج إلى رسائل مبطنة تعظم فيها المقاومة، معتبرا أن ما يشاع في التقارير والمقالات على صفحات الإعلام الإسرائيلي ما هي إلى عناوين للاستهلاك المحلي.
بينما أكد المختص بالإعلام الإسرائيلي عمر جعارة لـ"نبأ برس" أن الأسئلة التي يطرحها المحللون العسكريون والشخصيات السياسية في إسرائيل تشغل عادة الرأي العام، ولا يمكن للقوة العسكرية الإسرائيلية تجاوز هذه الأسئلة خاصة وإن كانت قد حددت مسبقا أهدافا لعملياتها العسكرية أو مبررات لصفقات الأسلحة وفشلت في تحقيق أهدافها.
ولفتَ جعارة إلى أن ما يقال عن "متانة القوة البحرية المقاومة في وجه إسرائيل هو أمر مثار فعلا في إسرائيل، فإسرائيل تناقش ما تخشاه، ولا يمكن أن نعتبر أن كل ما يتم تناقله يخضع للرقيب العسكري، فهذه المناقشات تشغل بال الجميع وإسرائيل تحاول أن تخبر مجتمعنا مسبقا بأن أي فشل في مواجهة قريبة يصيبها من جهة البحر ذلكَ لأن المقاومة تتفوق"، معتبرا أن اختيار المصطلحات أمرا مهما تعمد إليه (إسرائيل) في برمجة الرأي العام الإسرائيلي لتقبل ما يحدث مستقبلا.
كن أول من يعلق
تعليق جديد