لا يمكن لأحد التهكن بما تعده (إسرائيل) بعد ما خسرت جولة البوابات أمام إرادة أهل المدينة المقدسة. الثابت أن الاحتلال أخطأ في تقدير ردة الفعل الفلسطينية رغم أن الأوضاع كانت مهيئة وخاصة مع بروز تحالفات جديدة جعلت من "إسرائيل" جسما طبيعيا يمكن تقبله في المنطقة العربية.
الواقع الجديد يقول إن أهل القدس باتوا يواجهون إسرائيل منفردين، في ظل الإحاطة العربية الداعمة للاحتلال.
تحاول (إسرائيل) الإنقاص من الانتصار المؤقت الذي حققه المقدسيون من خلال السماح لـ870 مستوطن بإقتحام باحات المسجد الأقصى بدعم من بعض وزارء الاحتلال، بهذا قد وصلنا إلى أن الإقتحام أصبح مٌقنن أي بأمر الدولة.
وكانت المنظمات المسماة بـ"الهيكل" قد دعت الإسرائيليين للمشاركة الواسعة، الثلاثاء، في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، بمناسبة ما يسمى "ذكرى خراب الهيكل".
ويجمع مراقبون على ضوء التوتر الحالي الذي لم يكن الأول ولن يكون الأخير، أن إسرائيل ستسعى لتشديد وتطوير الانتهاكات بحق المدينة المقدسة ولكن يبقى الفيصل "التوقيت". كما تباينت آراءهم حول إن كانت معالم جديدة يمكن ذكرها في حكاية الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، في القدس.
الخبير في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي، يفسر العقلية الإسرائيلية الحالية بأنها تنتهج أسلوب التدرج ، ويقول :" لا يمكن لإسرائيل أن تخطأ مرتين، الاستعجال وعدم تقدير ردة الفعل أسباب لسقوط الاحتلال في هذه الجولة".
رغم التشاؤم أو الحذر الذي رسمه الهندي من أي هجمة إسرائيلية متوقعة وغير متوقعة، إلا أنه بعض المراقبين أصرّوا على وجود معادلة جديدة من الصراع من خلال أهل القدس الذين ابتكروا أساليب جديدة للنضال الشعبي.
ويبرهن على ذلك الكاتب وليد القططي، من خلال قرار المرجعيات الدينية بعدم الصلاة داخل المسجد الأقصى والصلاة على بواباته، والذي جعل الصلاة ليست مجرد شعائر عبادة فقط؛ بل عملا وطنياً مقاوماً من الطراز الأول.
ولعل أبرز الأسباب لنجاح الهبة أن وجود القدس خارج سيطرة السلطة الفلسطينية وبعيداً عن سطوة التنسيق الأمني، ما سمح بتشيكل قيادة جديدة أفرزها الميدان.
ويتوقع القططي أنه في أي مواجهة قادمة سيكون المقدسيون أكثر قوة وحسم وثقة بأنفسهم.
غير أن جميع المراقبين توقعوا أن تصعد قوات الاحتلال من انتهاكتها بحق المسجد الأقصى، لا من غير المتوقع إلى أي مدى سيصمد المقدسي الذي دخل الحرم بسجادة صلاة وزجاجة مياه أمام ألاف الجنود المدججين بالسلاح والقنابل!، مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل قد لا تخطأ مرتين.
كن أول من يعلق
تعليق جديد