شرعت وزارة الداخلية في قطاع غزة باستكمال إقامة المنطقة الأمنية العازلة بين القطاع ومصر من خلال وضع أسلاك شائكة على طول الشريط الحدودي، الأمر الذي فسره محللون سياسيون بالجدية العالية التي تظهرها حركة حماس تجاه تفاهماتها مع القيادة المصرية.
رئيس قطاع الأمن في غزة اللواء توفيق أبو نعيم قال "نحن اليوم أمام الانتهاء من المرحلة الأولى، في المنطقة الأمنية العازلة، والتي تمثلت في تسوية المنطقة، والبدء في الثانية حتى تصبح الحدود آمنة مستقرة"، موضحًا أن العمل سيستمر سواء كان بتوفير الإنارة، وتركيب الكاميرات، أو بالاستمرار في تجهيز الأسلاك الشائكة وأبراج المراقبة.
وفي الوقت الذي يؤكد فيه أبو نعيم أن وزارة الداخلية شددت من إجراءاتها على الحدود المصرية، لحماية الشعبين الفلسطيني والمصري من أي عمل إرهابي، يرى المحلل السياسي طلال عوكل أن حركة حماس قلقة جدا من احتمالات فشل التفاهمات مع المصريين في ظل الكثير من الضغوطات التي تدفع بهذا الاتجاه.
وقال عوكل لوكالة "نبأ برس"، "هناك محاولات لتعطيل هذه التفاهمات خصوصا من السلطة الفلسطينية وربما قطر وهذا يؤثر سلبا ويخلق مزاج معاكس وإحباط مخالف للمزاج الذي ظهر عند بدء الإعلان عن التفاهمات".
ويضيف المحلل السياسي بأن هناك مخاوف حقيقية من أن الجانب المصري يتردد في تنفيذ بعض الخطوات التي من شأنها التخفيف عن القطاع ويربط ذلك بمزيد من الخطوات التي يجب على حماس القيام بها، ما دفع الحركة لتسريع طمأنة المصريين وتشجيعهم على الإقبال على بعض الخطوات من خلال البدء بالمرحلة الثانية، من التفاهمات الأمنية.
ورغم أن احتمال فشل التفاهمات ليس مستبعدا إلا أن فرصة نجاحها أكبر، وفقا لعوكل، الذي لفت إلى أن علاقات السلطة الفلسطينية بالقيادة المصرية لازالت غير جيدة.
بدوره، يرى المحلل السياسي المصري عبد الله الأشعل أن شكوكا مصرية حول امكانية لجوء بعض المسلحين من سيناء لقطاع غزة هي التي تقف خلف البدء سريعا بالمرحلة الثانية من التفاهمات لضمان عدم تسلل أي من المسلحين خاصة أن هذه الجماعات المسلحة تشكل خطرا على غزة.
ويعتبر الأشعل أن العلاقة التي تربط السلطات المصرية بحركة حماس علاقة متغيرة لا يوجد ما هو ثابت فيها، مرجحا أن يكون البدء في المرحلة الثانية ضمن التفاهمات المتفق عليها مع القيادة المصرية.
ويشير السياسي المصري إلى أن هناك أربعة عناصر تلعب دورا مهما في شكل العلاقة المصرية مع حركة حماس تتمثل في سلوك الحركة تجاه السلطات المصرية إلى جانب الرغبتين الاميركية والاسرائيلية وأخيرا فشل السلطات المصرية في قمع المسلحين بسيناء.
فيما يرى المحلل السياسي المقرب من حركة حماس شرحبيل الغريب أن البدء في المرحلة الثانية يأتي ضمن السياق والتسلسل الطبيعي كجزء من عدة مراحل تم الاتفاق عليها بين الطرفين قبل الوصول للصيغة النهائية.
ويقول الغريب لوكالة نبأ برس" البدء بالمرحلة الثانية مؤشر قوي على أن حركة حماس صادقة وملتزمة بالتفاهمات التي تعهدت بها، وأن قضية الامن القومي المصري بالنسبة لها قضية مهمة ولن تسمح بتهديد الامن المصري تحت أي ظرف من الظروف".
وحول مصير التفاهمات بعد حالة الاستياء التي نقلها المسافرون الفلسطينيون بسبب التعامل المصري السيئ معهم قبل أيام، يضيف الغريب: "نحن في بداية التفاهمات الحمساوية المصرية ومن السابق لأوانه أن نحكم عليها بالفشل أو النجاح".
ويستبعد المحلل السياسي أن ترضخ مصر لأي ضغوطات تدفعها للتراجع عن أي تفاهم امني كون منطقة سيناء ساخنة بالأحداث وتقض مضاجع الامن المصري، مؤكدا أن "التواصل بين حماس والقيادة المصرية مستمر وبالتالي يمكن ان نحكم اذا كانت التفاهمات قد نجحت او فشلت خلال المرحلة القليلة المقبلة".
ويذكر أن تفاهماتٍ جرت أخيرًا بين حركة حماس ومصر خلال زيارة وفود من الحركة للقاهرة اتفقوا خلالها على عدة خطوات من بينها تعزيز إجراءات الأمن على الحدود وإقامة منطقة عازلة، مقابل تخفيف حدة الأزمة الانسانية في قطاع غزة عبر فتح معبر رفح وادخال بعض السلع الاساسية.
كن أول من يعلق
تعليق جديد