كغيره من أبناء جلدته الفلسطينية، عايش التضحية والاعتقال واللجوء، ورغم كل ذلك شق متاريس العقبات، وحصل على براءة اختراع في طب النسائية والتوليد والعقم، عن علاج "الالتهابات المزمنة في الأعضاء التناسلية الأنثوية"، وسُجل باسمه العديد من الأبحاث الطبية الناجحة.

مرّ  د. ناهض محمود الغلبان، مواليد خانيونس ‏24 مارس 1974، بطفولة صعبة وقاسية، إذ حُرم قسريًا من حنان أبيه الذي كان مناضلاً ومعتقلاً  في سجون الاحتلال.

لظروف خاصة، سافر مع أسرته إلى الأردن في سن الـ 13، وعن تلك الفترة يقول "في الأردن، لم أشعر بالغربة، فقد كانت لنا بمثابة وطن ثاني . تخرّجت من ‏مدرسة عبد الله سراج الثانوية‏ في عمّان". غادر إلى روسيا الاتحادية طالبًا للعلم عام 1991، عندما كان في السابعة عشر من عمره، حاملًا ذكريات الطفولة وآمال المستقبل.

في عامه الأول بروسيا، التحق د. الغلبان بالسنة التحضيرية لتعلم اللغة الروسية، وفي العام 1992 التحق بأكاديمية تفير الطبية "كلية الطب البشري"، وكانت تلك المرحلة من أصعب المراحل في فترة انحلال الاتحاد السوفيتي ومرحلة بناء روسيا الاتحادية الحديثة، ولكنها "كانت أجمل فترات الحياة، بحلوها ومرها". بدأ العمل منذ بداية السنة الجامعية الثالثة، بسبب الصعوبات والمشاكل الاقتصادية وغلاء المعيشة في روسيا. "في عام 1998، تخرجت طبيب عام بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وكان لي الفخر أن اختارتني عمادة الكلية لإلقاء كلمة باسم الخريجين الأجانب في حفل التخرج".

على حسابه الشخصي، أكمل دراسة الماجستير في اختصاص النسائية والتوليد خلال الفترة (1998 - 2001)، وفي عام 2001 حصل على منحة دراسية لإكمال دراسة الدكتوراه في النسائية والتوليد و العقم على نفقة الحكومة الروسية.

خلال فترة الدكتوراه، حصل على براءة اختراع علاج للالتهابات اللاعضاء التناسلية الأنثوية المزمنة"، وكان الهدف من الاختراع هو علاج العقم (رفع نسبة الخصوبة عند النساء) عن طريق زيادة فعالية العلاج، والحد من تكرار الانتكاسات ومنع المضاعفات الناجمة عن الالتهابات المزمنة في الأعضاء التناسلية الأنثوية في المرحلة الحادة من خلال التحسين الموضعي الدموية للدورة والتنشيط الوظيفي للمبيض وقناتي فالوب، حيث يتم من اليوم الثالث من استخدام المضادات الحيوية التاثير على منطقة اسفل البطن باستخدام 2% جل تروكسيفازين Troxevazin تحت تاثير Phonophoresis (التراساوند) على أسفل البطن 8 أيام بغرض تنشيط الدورة الدموية في الرحم والمبيضين وقناتا فالوب.

بحضور 24 بروفسور كأعضاء في المجلس المانح للدكتوراه، "تمت مناقشة رسالة الدكتوراه في جامعة موسكو الطبية الحكومية (معهد الطب الثاني سابقًا)، بعنوان: خصائص أعراض وعلاج الالتهابات المزمنة لملحقات الرحم (المبيضين وقناتا فالوب) عند المرضى الذين يعانون من القصور الوريدي لأعضاء الحوض، وصوتوا بالإجماع على أحقيتي في الحصول على الدكتوراه".

"بعد مناقشة الدكتوراه، عُرض عليّ الاستمرار في البحوث وتعييني في جامعة موسكو الطبية الحكومية، ولكني رفضت العرض، لأنني كنت أود أن أقدم ما اكتسبته من خبرات في علاج أبناء شعبنا. أحلم بإنشاء مستشفى للسرطان في قطاعنا الحبيب للتخفيف من معاناة شعبنا، وأعتبر ذلك ضرورة قصوى" يقول الدكتور.

يوجه الدكتور رسالة لشباب غزة:  "أنتم الشباب، أنتم المستقبل والخير فيكم؛ لا تتركوا أحدًا يوجهكم ويتحكم  في اتجاهاتكم، احرصوا على أن يكون لديكم روح المبادرة والعزيمة والإصرار والعمل والرقي لتحقيق طموحاتكم وأهدافكم".