فشل الحوار الذي انعقد أمس بين الأسرى في سجن عوفر وممثلي ادارة مصلحة السجون لأن وزير الأمن الداخلي الذي بدأ دعايته الانتخابية على آلام الأسرى قرر منذ بداية الشهر أن يدفع الأمور نحو التصعيد واليوم هو اليوم الرابع الذي دخل الأسرى فيه اضراب عن الطعام وواضح بعد فشل الحوار أن الاضراب سيستمر ومع اقتراب الدعاية الانتخابية ومسابقة التطرف التي بدأها المرشحون في اسرائيل مبكراً واضح أننا ذاهبون نحو معركة جديدة هي معركة الأسرى وربما ستنقل للشارع الفلسطيني.
منذ مطلع الشهر قرر جلعاد أردان اعادة النظر بأوضاع الأسرى من خلال جملة اجراءات عقابية جديدة حين قال "لقد انتهى عصر الحكم الذاتي للأسرى"، تلك الاجراءات التي انتقدتها ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية معتبرة أنها ستؤدي لخلق فوضى في السجون بل واعتبرت أن ذلك حملة انتخابية، فقد أراد أردان من خلال لجنة شكلها أن ينهي استقلالية الفصائل بحيث يتم دمج أقسام فتح وحماس اذا أن لكل من الفصائل غرف مستقلة وأقسام مستقلة تضمن خصوصيتها في ادارتها لشئونها وندواتها الثقافية وخصوصيتها الايدلوجية والسياسية وضمن الاجراءات قرر تقليص ما يسمى بالكانتين وهي حصة الأموال التي تدفع لكل أسير ليشتري من مقصف السجن شهرياً سواء من أهل الأسير أو من السلطة الوطنية الفلسطينية.
كذلك قرر أردان اعادة النظر في شكل تمثيل الأسرى في السجون حيث هناك ناطق رسمي أو ضابط اتصال كأسير منهم مكلف بعملية التواصل مع الادارة وممثلا للأسرى وقد قرر الغاء تلك التسمية للتعامل مع الأسرى كقطيع بلا مرجعيات وبلا نظام اذا ما ألغيت استقلالية الفصائل وألغيت وظيفة المتحدث باسم الأسرى هذا يعني مساواة الأسرى بالمساجين الجنائيين تماماً.
اضافة لذلك يقرر وزير الأمن الداخلي تقليص كميات الطعام والمياه للأسرى بحيث تأتي في ساعات محددة يستعملون خلالها المياه ويقرر لهم متى يغتسلون وكذلك وقف الطبيخ داخل الغرف هذا بالإضافة الى كثير من الانجازات التي كانت قد سحبت سابقاً مثل التعليم وغيره والزيارات العائلية.
باختصار كأن أردان أراد أن يعيد الحركة الأسيرة الى مرحلة بداية السبعينيات وكل تلك الانجازات التي تحققت حصلت بمجموعة من التضحيات على مدى عقود طويلة واضرابات أشد ايلاماً مما نتخيل ولا يعرفها سوى من جربها وتلك الاضرابات ذهب ضحيتها شهداء داخل السجون مثل عبد القادر أبو الفحم وراسم حلاوة بالإضافة لمن أصيبوا بأمراض مزمنة.
قبل أيام أنهت لجنة أردان عملها وقررت بدء تنفيذ الاجراءات على سجن عوفر كمرحلة تجريبية للانتقال الى باقي السجون والذي يحوي قسم للأطفال يضم حوالي مائة طفل فحدثت المواجهة التي أصيب بها مائة أسير وأحرقت غرف في السجن وذهبت الادارة أبعد في اجراءاتها بمعاقبة الأسرى بمزيداً من سنوات السجن لمن تسبب بالصدامات وكذلك تدفيع غرامة مالية وهنا بدأ الأسرى اضرابهم.
واضح أننا أمام معركة قاسية قادمة عنوانها الأسرى فالوزير الليكودي الذي لم يجد له متسعاً للمنافسة على ضرب غزة وايران قرر القيام بدعايته في ملعبه باعتبار أن الموضة التي تظلل الدعاية الاسرائيلية هي التسابق على من يضرب الفلسطينيين أكثر لكن الثابت التاريخي أن الأسرى لم ولن يسلموا بتلك الاجراءات فلم تشهد معاركهم الطويلة على امتداد السنوات والسجون هزيمة واحدة لأنهم لا يملكون حين يدخلون معاركهم خيار التراجع والاستسلام.
والمسألة الثانية أن هؤلاء الذين يقضون سنوات عمرهم خلف القضبان هم الأكثر صلابة بين أبناء الشعب الفلسطيني لكنهم الآن ليس ككل المرات يواجهون وزيراً ذاهب نحو انتخابات على آلامهم وهنا صراع الارادات.
لا يملك الأسرى فرصة للتراجع وهنا ما يدعو الجميع لمساندتهم لأن المعركة مختلفة مع هذا الوزير المتطرف وبالتالي فان الانتصار للأسرى يصبح ضرورة تتطلب ترك كل أولوياتنا لصالح تلك المعركة التي ستكون شرسة حيث ينبغي تجنيد كل الامكانيات الفلسطينية الشعبية والجماهيرية واستنفار شعبنا في الداخل في الميادين العامة وفي الخارج في عواصم العالم فحين تشعر اسرائيل أنها ستخسر وسيؤدي ذلك لانتفاضة وسمعتها على مستوى العالم ستضغط على أردان للتراجع أما اذا تعاملنا مع المسألة كما مرات سابقة سنكون السبب في انكسارهم وللحق فقد كسرناهم في احدى المعارك السابقة لا ينبغي أن نخذلهم معركتهم هذه المرة قاسية ...!!!
كن أول من يعلق
تعليق جديد