أكد وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن إسرائيل تمتلك خيارين رئيسيين للتعامل مع قطاع غزة، أولهما اجتياح بري شامل، وهو خيار مكلف للجيش من حيث الخسائر البشرية والمالية، والآخر يتمثل في خلق حالة من “الربيع العربي” داخل غزة عبر زيادة الضغط الداخلي على حكم حماس، ودفع السكان إلى التمرد على سلطتها.
تعثر مساعي التهدئة ولقاء مصري إسرائيلي
وفي حديث له مع الإذاعة العبرية اليوم الخميس، أشار ليبرمان إلى أن الجهود المبذولة لتحقيق تهدئة مع غزة لم تصل بعد إلى مرحلة النضوج، موضحًا أن هناك العديد من الأطراف الفاعلة في هذا الملف، في إشارة إلى تدخلات إقليمية ودولية. كما شدد على أن إسرائيل لا تزال ترى في إسقاط حكم حماس هدفًا استراتيجيًا، لكنه أقرّ بأن تحقيق ذلك لن يكون أمرًا سريعًا، قائلًا: “لن يتم إسقاط حماس داخليًا بين ليلة وضحاها، فالأمر يتطلب المزيد من الوقت والتخطيط”.
وبخصوص التقارير التي تحدثت عن لقاءات غير معلنة مع مسؤولين مصريين، لم ينفِ ليبرمان اجتماعه مع وزير المخابرات المصري أمس الأربعاء في مكتبه في “تل أبيب”، لكنه لم يكشف عن تفاصيل المباحثات.
سياسة التسهيلات الاقتصادية والضغط السياسي
وفي رده على سؤال من محلل الشؤون العسكرية في القناة الثانية العبرية حول الاهتمام المفاجئ بغزة بعد أربع سنوات من الهدوء النسبي منذ حرب 2014، أكد ليبرمان أن “الهدوء هو الذي يفتح المجال لتقديم تسهيلات اقتصادية لقطاع غزة”. وألقى باللوم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تعقيد الوضع الاقتصادي داخل القطاع، مشيرًا إلى أن قرار خصم رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في غزة أدى إلى تدهور الأوضاع، وزيادة التوتر الاجتماعي.
العمليات العسكرية ضد غزة.. تجربة غير مجدية؟
وحول مدى جدوى شن عملية عسكرية جديدة ضد غزة، أبدى ليبرمان تحفظًا، مستشهدًا بمقولة العالم ألبرت آينشتاين: “تكرار نفس التجربة وتوقع نتائج مختلفة نوع من أنواع الغباء”. واستعرض في هذا السياق العمليات العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي في السنوات الماضية، بدءًا من حرب 2008-2009، مرورًا بحرب 2012، ثم حرب 2014، إلى جانب عمليات اغتيال قادة كبار في حركة حماس مثل الشيخ أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وأحمد الجعبري، مؤكدًا أن كل تلك العمليات لم تؤدِّ إلى إنهاء حكم حماس، ما يجعل تكرار نفس السيناريو غير مجدٍ من وجهة نظره.
رفض السماح لعمال غزة بالعمل في إسرائيل
وفيما يتعلق باقتراح السماح للعمال الفلسطينيين من قطاع غزة بالدخول إلى إسرائيل للعمل، رفض ليبرمان الفكرة بشكل قاطع، معتبرًا أنها تشكل “مخاطر أمنية كبيرة”، مؤكدًا أن إسرائيل ليست مستعدة للمجازفة بأمنها تحت أي ظرف.